قصص واقعية

قصص من التحديات التي تواجهها المرأة المسلمة في الغرب (1)

بينما انتشرت ثقافة حرية الأديان يبقى هناك مسلمون يحاولون أن يعيشوا حياتهم كما يراها الإسلام، ويصبحوا أفرادا في المجتمع المسلم. وهو أمر قد يستغرق عدة سنوات، حتى يجد المسلم الطريق المثالي ليشعر بالارتياح مع الدين الجديد. وخلال هذه الفترة يمر المسلم الجديد بمشاعر ومعنويات عالية تارة، وبإحباط شديد تارة أخرى، لكن الله تعالى يقول في كتابه الكريم: “أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَسورة العنكبوت 1.

في هذا المقال أذكر قصص بعض الأخوات المسلمات اللاتي واجهن اختبارات صعبة خلال فترة إسلامهن، وقد اختلفت النتيجة تبعا لقوة إيمانهن، فبعضهن صمدن، ومنهن من ارتدت للأسف وهي لازالت لا تعرف شيئا عن الإسلام، ومنهن مابين هذا وذاك.

قصة كريستين

أخفت كرستين إسلامها عن أسرتها، فهي تدرك كره والديها لأي شخص يخالفهم؛ لذا قررت إخفاء الأمر حتى تستطيع تحمل تكلفة انتقالها للعيش بمفردها. وقد أجبرها هذا الوضع بأن تتخذ حلولا غريبة لممارسة شعائر دينها الجديد. فقد اضطرت للصلاة في دورة المياه، و في غرفتها أثناء نوم الجميع في منتصف الليل. كانت لاتلبس الحجاب إلا إذا  كانت بعيدة عن المنزل، كما أنها أصبحت تشيع بأنها إنسانة نباتية لاتأكل اللحوم حتى تتجنب اللحوم المحرمة.

في يوم ما اكتشف والدها الأمر وهي تصلي في غرفتها، وبدأ يضربها ويسبها بكل الشتائم التي تخطر على البال، وانتهى بها الأمر ملقاة في الشارع مع تهديد شديد بعدم العودة للمنزل مطلقا. ولم يكن لها إلا المضي لوحدها!

ذهبت كرستين لأصدقائها الذين قالوا إنه من الصعب على فتاة المكوث في مكان ما دون وجود محرم، فقاموا بجمع مبلغ من المال لتتمكن من السكن في إحدى النزل، ولكن المال لم يكفِ إلا لمجرد ليال معدودة، ولم يستطيعوا مساعدتها لاحقا!!

قصة ماري

كانت ماري فضولية في السؤال عن الإسلام والمسلمين، وانضمت إلى غرف المحادثات عبر الانترنت للحصول على إجابات على أسئلتها. وقد أُعجبت بالإسلام في تقدير مكانة المرأة وأهمية المجتمع والأسرة. وأخيرا قررت ماري الدخول في الإسلام.

وجدت ماري أقرب مسجد لمسكنها، وحددت موعدا مع الإمام لإعلان إسلامها. وهناك طلب منها الإمام الوقوف أمام كل المصلين الرجال بعد إحدى الصلوات لتنطق بالشهادتين، مما جعلها تشعر بعدم ارتياح أمام كل هذه العيون، إلى جانب صعوبة الكلمات العربية عليها، لكنها في النهاية نجحت ونطقت الشهادتين.

في يوم الجمعة التالي لبست ماري وتهيأت للذهاب للمسجد. وبمجرد دخولها من الباب انهالت عليها سيدة مسنة تنهرها بخصوص ارتداء الحجاب داخل المسجد فقط. بعد ذلك أصبحت ماري تخجل من السؤال عما يجب القيام به عند الصلاة، لذا كانت تحاول قصارى جهدها اتباع ماتقوم به الأخريات. وعند انتهائها قامت سيدة أخرى بالاقتراب إليها وقالت لها: إن ما تقوم به أمر خاطئ.

وفي الوقت الذي بدأت فيه السيدات بالحديث مع بعضهن بلغات أجنبية، غادرت ماري المسجد إلى بيتها لوحدها. وعند عودتها للمسجد نفسه لاحقا مع ارتداءها للحجاب، فقد كانوا ينظرون لها بارتياب، فشعرت ماري بأنها ترتدي لونا لايجب أن تخرج به، أو أنها من عرق لايناسبهم الاختلاط به، أو أنها مسلمة “غير ملائمة”؛ لذا قررت عدم العودة لذلك المسجد أبدا.

وقصص أخرى في الجزء الثاني بإذن الله…

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى