منوعات

أساليب العلمانيين في تغريب المرأة

حديثنا موصول عن موضوع يهم كل إنسان منا، وكل شخص فينا تربطه علاقات حميمة بهذا الموضوع؛ لأنه لا يمكن بأي حال أن ينفصل عنه، كما أنه موضوع تساهل في النظر إليه بجدية ثلة غير قليلة من الناس، واستغله فئة ماكرة فغدت تعيث فساداً.

إن موضوعنا هو المرأة، نعم المرأة التي هي الأم والأخت والبنت والزوجة، فنحن محاطون بهذا المربع الصالح النافع، مما يجعلها مدار اهتمام المسلم.

أيها الإخوة الكرام:
إن المرأة المسلمة هي أم المستقبل ومربية الليوث القادمة، والحصن المنيع ضد تيارات الفساد والتدمير، بل إنها أنموذج الصبر والتضحية، إنها قبس في البيوت مضيء، وجوهرة تتلألأ. ولكن لم يكن لأصحاب تيار الرذيلة والانحراف بد، من نسف الحياة الطيبة التي تعيشها المرأة المسلمة في ظل دينها وإسلامها، سيراً منهم على خطى الشيطان في دعوته لكشف العورات قال تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ، يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 26،27].
{فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الخَالِدِينَ، وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف:20،21].
فأظهر لهما من نفسه حال المشفق الناصح الذي لا يريد بهما إلا ما يعود بالخير عليهما، وقاسمهما على ذلك، فكان ما كان من مخالفة أمر الله، وكشف للعورات، وإخراج من الجنة، وإهباط إلى هذه الأرض.
وهذه الدعوة قد حمل الشيطان على عاتقه بثها بعد إغواء آدم في ذريته، وجند لذلك جنوده، حتى يصيب الأهداف التي يريدها، فكانت دعوته للمجتمعات التي استجابت له مهلكة، ولججاً مظلمة في بحار الخنا والرذيلة، وقد ذكرنا طرفاً يسيراً من ذلك فيما أصاب الحضارة الغربية في خطبة ماضية.
وأما المجتمعات التي استمسكت بأمر ربها فهي في حصن حصين دون سهامه وشباكه، وهو لم ييئس في بث دعوته إليها بين الفينة والفينة، وذلك عن طريق جنوده من بني آدم ممن جدوا في تدمير الأمم والشعوب.
ومما ركز عليه هؤلاء الأشرار تدمير الأمة الإسلامية، بإخراجها عن دينها عن طريق هذه الدعوات الفاجرة، وقد تبعهم بعض أبناء المسلمين، وصاروا منبهرين بوضع الحضارة الغربية التي باض فيها الشيطان وفرخ، وصارت مرتعاً لفساده، وإضلاله المتنوع.
فركز هؤلاء الأشرار على إفساد الأمة الإسلامية، ومن بين ما ركزوا عليه المرأة المسلمة؛ لإفسادها وتدميرها وتفكيك أسرتها عن طريق الدعوة إلى الأنموذج الغربي للمرأة بل ومحاولة تغريب الحياة الإسلامية بأكملها.
والتغريب هو: تذويب الأمة المحمدية بحيث تصبح أمة ممسوخة، ونسخة مكررة من الأمة الغربية الكافرة، غير أن هناك فرقاً، فالأمة الغربية هي الأمة القائدة الحاكمة المتصرفة، والأمم الأخرى هي الأمم التابعة الذليلة المنقادة لما يملى عليها، فهذا هو التغريب.
وتغريب المرأة المسلمة جزء من مخطط شامل لتغريب الأمة في كل أمورها.
يقول الدكتور محمد محمد حسين رحمه الله: “وكانت برامج التغريب تقوم على قاعدتين أساسيتين -يعني عند المستعمرين الأولين-:
القاعدة الأولى: اتخاذ الأولياء والأصدقاء من المسلمين، وتمكنهم من السلطة، واستبعاد الخصوم الذين يعارضون مشاريعهم، ووضع العراقيل في طريقهم، وصد الناس عنهم بمختلف السبل.
القاعدة الثانية: التسلط على برامج التعليم، وأجهزة الإعلام والأندية الثقافة عن طريق من نصبوه من الأولياء، وتوجيه هذه البرامج بما يخدم أهدافهم، ويدعم صداقتهم”.
أيها الإخوة الكرام:
من مظاهر تغريب المرأة المسلمة:
أولاً: الاختلاط في الدراسة والعمل:
ففي معظم البلدان الدراسة فيها مختلطة، والأعمال مختلفة، ولا يكاد يسلم من ذلك إلا من رحم الله، وهذا هو الذي يريده التغريبيون، فإنه كلما تلاقى الرجل والمرأة كلما ثارت الغرائز، وكلما انبعثت الشهوات الكامنة في خفايا النفوس، وكلما وقعت الفواحش، لاسيما مع التبرج، وكثرة المثيرات، وصعوبة الزواج، وضعف الدين، وحين يحصل ما يريده الغرب من تحلل المرأة، تفسد الأسرة وتتحلل، ومن ثم يقضى على المجتمع ويخرب من الداخل، فيكون لقمة سائغة.
وإذا بدأ الاختلاط فلن ينتهي إلا بارتياد المرأة لأماكن الفسق والفجور، مع تبرج وعدم حياء، وهذا حاصل ولا يزال.
وهذا قد صرح به دعاة التحلل في بلاد المسلمين، فها هي فاطمة أحمد إبراهيم -إحدى دعاة التحلل- تقر في لحن قولها: أنها غربية تماماً، تلبس آخر صيحات الموضة الأوروبية، وتتمتع بحرية الاختلاط والحب والعلاقات الجنسية!! وتعمل ممثلة وراقصة وعارضة أزياء. [ماذا يريدون من المرأة ص:103].
فأين هذا من قوله صلى الله عليه وسلم للنساء بعد أن خرج من المسجد فرأى اختلاط الرجال مع النساء في الطريق فقال للنساء: «استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق، فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به» [رواه أبو داود وحسنه الألباني في الصحيحة (854)].
وأين قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله! أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت» [متفق عليه].
وأين هذا مما روته أم سلمة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من الصلاة مكث قليلاً، وكانوا يرون أن ذلك كيما ينفذ النساء قبل الرجال» [أخرجه أبو داود].
وروى ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو تركنا هذا الباب للنساء» قال نافع: “فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات” [أخرجه أبو داود].
ثانياً: التبرج والسفور:
والتبرج: أن تظهر المرأة زينتها لمن لا يحل له أن تظهرها له، والسفور: أن تكشف عن أجزاء من جسمها مما يحرم عليها كشفه لغير محارمها.
قالت عائشة رضي الله عنها: «يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ}[النور:31]، شققن مروطهن فاختمرن بها» [رواه البخاري].
ثالثاً: متابعة الموضة والأزياء:
فتجد أن النساء المسلمات قد أصبحن يقلدن النساء الغربيات، ولم يسلم حتى لباس البنات الصغيرات من ذلك، إذ قد تجد أن البنت قد تصل إلى سن الخامسة عشر وهي لا تزال تلبس لباساً قصيراً، وهذه مرحلة أولى من مراحل تغريب ملبسها، فإذا نزع الحياء من البنت سهل بعد ذلك استدراجها.
واللباس مظهر مهم من مظاهر تميز المرأة المسلمة ولهذا حرم التشبه بالكفار لما فيه من قبول لحالهم، وإزالة للحواجز، وتنمية للمودة، وليس مجهولاً أن تشابه اللباس يقلل تميز الخبيث من الطيب والكفر من الإسلام فيسهل انتشار الباطل وأهله.
من الأساليب في تغريب المرأة المسلمة:
إن للعلمانيين أساليب ووسائل كثيرة في تغريب المرأة المسلمة، ونحن نذكر أخطرها ليحذرها المسلمون وينكروها، ويعملوا على إفشالها، ولتكون منبهة على غيرها.

فمن هذه الأساليب:

أولاً: وسائل الإعلام بمختلف أنواعها:
من صحافة، وإذاعة، وتلفاز، وأفلام، ومجلات متخصصة في الأزياء والموضة، ومن مجلات نسائية، وملحقات نسائية وغير ذلك، فالإعلام يصنع الآراء، ويكيف العقول، ويوجه الرأي العام، خاصة إذا كانت هذه العقول فارغة لم تحصن بما أنزل الله.
فالصحافة والمجلات -على سبيل المثال- تجد فيها أموراً فظيعة منكرة، منها فتاة الغلاف: فتاة جميلة عليها أنواع الزينة والأصباغ، ثم تسأل في المقابلة معها أسئلة تافهة:
هل حدث وأن أحببتي يوماً ما؟
هل صادقتي شاباً؟
وغير هذا من الكلام الساقط الذي يراد منه إفساد العفيفات اللاتي قررن في البيوت، ويملكهن الحياء الذي ربين عليه، فتزيل هذه المجلة الحواجز والضوابط شيئاً فشيئاً.
ثم تجد فيها من مواضيع الحب والغرام الشيء المهول، وهذا يهدف إلى تهوين أمر الفواحش، وقلب المفاهيم الراسخة، وإحلال مفاهيم جديدة مستغربة بعيدة عما تعرفه هذه الأمة المحمدية.
وسنذكر من ذلك أمثلة يسيرة ليتبين لي ولك الدور الخبيث الذي تقوم به هذه المجلات المأفونة: ففي مجلة سيدتي عدد (510) قالت: من عيوب الزوج العربي (الغيرة). في مجلة كل الناس عدد (58) قالت إحدى الكاتبات: ماذا لو قالت المرأة هذا الرجل صديقي!!. في مجلة الحسناء عدد (81) الفضيلة والكرامة تعترضان مسيرة النجاح. أهـ. فعلى هذا مسيرة النجاح لا بد فيها من الفحش والدعارة حسب مفهومهم المريض.
ثم ما هو الفرق بين هذا الكلام وبين ما رد به قوم لوط على لوط عليه السلام حين نهاهم عن الفاحشة، قال الله تعالى حاكياً هذا الموقف المجرم: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ العَالَمِينَ، إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ * فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الغَابِرِينَ، وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُجْرِمِينَ} [الأعراف:80-84].
فقوم لوط المجرمون يرون أن الطهارة التي يدعوهم إليه لوط عليه السلام، تستدعي الطرد والإبعاد والإخراج من قريتهم، وإن هذا لأمر عجب، أو من يتطهر يخرج من القرية إخراجاً، ليبقى فيها الملوثون المدنسون؟!!
والجاهلية الحديثة التي يدعو إليها هؤلاء المأفونون والملوثون في مثل هذه المجلات وغيرها من أجهزة الإعلام، تسير على خطى الجاهليات القديمة في حرب الفضيلة والطهارة، والغيرة على الأعراض والشرف، إنه نفس المنطق الذي تسير عليه كل جاهلية، إنما الذي يختلف هو الشكل والمظهر، والدعاوى الباطلة، حيث يدعي دعاة الجاهلية الحديثة أنما هم عليه هو التقدم والتطور والحداثة، وما يدعو إليه الصالحون الطاهرون من العفة والكرامة والفضيلة هو الرجعية والتخلف!! ثم تجد من هؤلاء المجرمين عبيد الغرب، ونجاسات النصارى واليهود في الوقت الذي يدعون فيه إلى الفحش والرذيلة، وفي الوقت نفسه يقللون من شأن العلوم النافعة التي تساهم في رقي الأمة وكسب عزتها.
سوف نستفيد كثيراً لو أنشأنا مدرسة للرقص الشرقي تتخرج منه راقصة مثقفة لجلب السياح.اهـ.
هكذا يريدون أن تستمر المسيرة لنحارب أعداءنا بالرقص، كما حاربهم جمال عبدالناصر بأغاني أم كلثوم.
وهناك قائمة طويلة من هذه المجلات والملحقات الثقافية التي تملأ بالخبث والخبائث لتغريب المرأة المسلمة، ودعوتها إلى التمرد على دينها وأبيها وأمها وأهلها وقبيلتها ومجتمعها: (روز اليوسف، اليقظة، النهضة، فرح….).
فتجد داخل هذه المجلات مقالات طبية ونفسية واجتماعية، كأنها تحل مشاكل الفتيات، فتراسلها الفتيات من أنحاء العالم العربي، ثم بعد ذلك يدلها ذلك المتخصص، -لكنه ليس متخصصاً في حل المشاكل حقيقة- وإنما هو متخصص في التغريب، يدلها على الطرق التي تجعلها تسلك مسالك المستغربات السابقات.
كما تجد مقابلات مع الفنانات والممثلات، ومع الغربيات، ومع الداعيات لتحلل المرأة، وتجد فيها الغثاء الذي لا ينتهي، ثم تجد فيها بريد المجلة، أو ركن التعارف من أجل التقريب بين الجنسين، وتلك خطوة لإفساد المجتمعات الإسلامية، وهكذا دواليك.
ولقد فاق هذه المجلات الفضائيات الإجرامية، التي تدعو ببرامجها المتنوعة إلى ذلك التغريب.
ولقد صارت شبكة الإنترنت جانباً خطراً جداً على أخلاق الشباب والشابات، إذا لم تضبط الأمور، ويراقب أولياء الأمور ذلك من أبنائهم مع توجيههم على النافع المفيد، وإلا فإن الخطب جلل، والأمر خطير، والدمار آتٍ على الأبواب.
فعلى كل ولي أمر أن لا يكون غافلاً عن هذه القضية، وليحرم دخول هذه المجلات إلى البيت، كما يضبط الفضائيات، بل لا يدخلها بيته، ولينتبه إلى أولاده ألا يذهبوا إلى مقاهي الإنترنت التي يغلب فيها جانب الربح والتجارة، فلا يمانعون من عرض المواقع الفاسدة التي تدعو إلى الفجور والإباحية عياناً بياناً، ويفضل أن يجلب الأب الكمبيوتر إلى بيته ويوضع في مكان مفتوح لا في غرفة مغلقة، إن كان أبناؤه حريصين على الفائدة، فهناك من المواقع ما فيها خير كثير، وإلا فلا يلوم كل مقصر ومتساهل فينا إلا نفسه لو حدث ما لا يحمد عقباه.
ثانياً: التغلغل في الجانب التعليمي ومحاولة إفساد التعليم:
وذلك إما بفتح تخصصات لا تناسب المرأة، وبالتالي إيجاد سيل هائل من الخريجات لا يكون لهن مجال للعمل، فيحتاج إلى فتح مجالات تتناسب مع هذه التخصصات الجديدة التي هي مملوءة بالرجال.
(أو بإقرار مناهج بعيدة كل البعد عما ينبغي أن يكون عليه تدريس المرأة المسلمة).
وقد نجد في التعليم المناداة بالمساواة بينها وبين الرجل في كل شيء، ودفعتها إلى المناداة بقضايا تحرير المرأة كما يسمونها- وإلا فهي دعوة إلى انحلال المرأة.
كما نجد الاختلاط في التعليم في معظم البلاد العربية إلا ما قل، وفي اليمن نجد التعليم الجامعي مختلطاً في معظم الجامعات، ونجد في بعض المدارس جانباً من هذا الاختلاط، ونجد كثيراً من معاهد التدريب في الكمبيوتر أو الإدارة أو اللغة أو نحو هذا، نجد بضاعتها الرائجة الاختلاط، وعن طريقها يكسبون الزبائن، وإنها لبادرة خطيرة ومنزلق منحرف.
إن هذا الاختلاط سبب كبير من أسباب تحلل المرأة ومن ثم أسباب تغريبها.
ومن البوادر المنكرة التي يجب أن يستنكرها الجميع، الكبير والصغير، والرجل والمرأة، والصالح والطالح، مشروع الشرطة النسائية في اليمن، وقد ظهر هذا المشروع الآثم سنة (2001) ووصل عدد المجندات في عام (2001) حوالي (600) مجندة من مختلف المحافظات، وبلغ عدد الدفعة الأولى (100) مجندة، وتم توزيعهن على الجهات الأمنية كالسجون والمنافذ الحدودية.
إن هذا المشروع وصمة عار على اليمن، والذين سمحوا به وأيدوه قد سقط عنهم قناع الحياء، وليس عندهم إحساس بمسئولية تجاه الأخلاق والقيم والطهر إذ أن هذا دعوة إلى التبذل والرذيلة، وإلى التكشف والعري وإلى الاختلاط والخلوة المحرمة وإلى أنواع من الفساد لا يعلم مدى نهايته إلا الله، إذ أن هذا مصادمة لما أمر الله به من الستر والحجاب، والعفاف والحشمة قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب:33].
إن الله لم يوجب الجهاد على المرأة وإنما أوجبه على الرجال؛ وذلك لأنه لا يتناسب مع طبيعتها وقدرتها، فما بال هؤلاء يكلفون المرأة ما لا تطيق ثم يدعون الرحمة بها، ثم ما بالهم يكشفون عن سترها وعورتها كما فعل إبليس مع أبينا آدم، ثم ما بالهم ينزعون عنها لباس الحياء والفضيلة، كما يفعل الشيطان. فهل هم شياطين؟!!.
والأمر إخوتي الأعزاء يطول في تعداد ما يحاك ضد المرأة المسلمة، وخاصة المرأة اليمنية التي لم ينلها ما نال المرأة في بلدان إسلامية أخرى من التغريب، فهم يسعون حثيثاً إلى تحقيق هذا الهدف.
ثالثاً: عقد المؤتمرات النسائية:
عقد المؤتمرات النسائية، أو المؤتمرات التي تعالج موضوع المرأة، أو إقامة لقاءات تعالج موضوعاً من المواضيع التي تهم المرأة سواء كان موضوعاً تربوياً، أو تعليمياً أو غير ذلك، وفي هذه المؤتمرات واللقاءات تطرح أفكار ودراسات ومقترحات تغريبية.
رابعاً: ابتعاث المرأة للخارج.
خامساً: التعسف في استخدام المنصب:
فتجد من لديه منصب يصدر قرارات يمنع فيها الحجاب، أو يفرض فيها الاختلاط، أو يمنع عقد ندوات ونشاطات إسلامية.
إن من يفعل ذلك هو رسول النصارى واليهود لإضلال المسلمين وإفساد نسائهم، مهما برر أفعاله وقدراته.
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النور:19].
سادساً: الدعوة إلى اتباع الموضة والأزياء وإغراق بلاد المسلمين بالألبسة الفاضحة:
فمن خططهم إغراق بلاد المسلمين بالألبسة الفاضحة، والقصيرة، فأحدنا لا يجد لابنته الصغيرة لباساً ساتراً فضفاضاً إلا بشق الأنفس.
على التجار المسلمين أن يفرضوا أو يشترطوا اللباس المقبول عند المسلمين الذي لا يحمل صوراً ولا كتابات، وليس بلباس فاضح ولا ضيق ولا كاشف، والشركات إنما تريد المال ولأجله تصنع لك أي شيء تريد، فإذا ترك لها الحبل على الغارب صنعت ما يضر بأخلاق المسلمين.
سابعاً: إنشاء التنظيمات والجمعيات والاتحادات النسائية:
ولقد أنشأ الاتحاد النسائي في مصر قديماً جداً على يد هدى شعراوي وذلك بدعم غربي سافر ثم تبعتها البلاد العربية الأخرى، هذه الاتحادات النسائية والتنظيمات والجمعيات ظاهرها نشر الوعي الثقافي والإصلاح، وتعليم المرأة المهن كالتطريز والخياطة وغير ذلك، ولكن قد يكون باطنها سماً زعافاً، فتعلم المرأة الأفكار والقيم الغربية الخبيثة التي تنقلها من الفكر الإسلامي المنير إلى الفكر المظلم من الغرب الكافر.
ويوجد في اليمن أكثر من خمسين منظمة نسائية من هذا الصنف. فإلى الله المشتكى، وعلى المسلمين أن يحذروا منها، ويحذروا نساءهم من الانخراط فيها.
ثامناً: الاستهتار بالحجاب والمتحجبات:
شن هجوم عنيف على الحجاب والمتحجبات وتمجيد الرذيلة في وسائل الإعلام بأنواعها وفي غيرها أيضاً، سواء كان هذا في المنتديات والأندية الثقافية والأدبية، أو كان في الجلسات الخاصة وفي غيرها.
تاسعاً: تمجيد الفاجرات من الممثلات والراقصات والمضيفات وغيرهن:
فتذكر بأنها النجمة الفلانية، والشهيرة الفلانية، وأنها القدوة في مجال كذا، أو أنها حطمت الرقم القياسي في كذا.
وأن هذا هو الطريق الذي ينبغي أن تسلكه، فتتمنى أن تكون قبلها، وتحاول التشبه بها، لهذا ضاقت صدورهم بتلك الفنانات التائبات؛ لأنهن يفسدن عليهم مؤامراتهم الخبيثة الماكرة.
عاشراً: الترويج للفن والمسرح والسينما.
الحادي عشر: تربية البنات الصغيرات على الرقص والموسيقى. 
وذلك من خلال المدارس ثم إخراجهن في وسائل الإعلام.
فهذا إخوتي الأعزاء: غيض من فيض، وقطرة من يم، من وسائلهم وأساليبهم في تغريب نساء المسلمين، ذكرتها لننتبه لها، ونحذر منها نساءنا.
والعدو أبداً لن ينال مراده إذا اتقينا الله وحافظنا على حدوده.
{وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران:120]
وفقنا الله وإياكم لطاعته..

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى