الحجابمنوعات

الاحتجاج بالخلاف في مواجهة النص إبراهيم السكران

يقول الشيخ إبراهيم السكران وفقه الله: ثبت بالتجربة أن كل من أدمن الاحتجاج بالخلاف في مواجهة النص أفضى به ذلك إلى رقة الدين؛ فيصبح يستصغر كثيرا من الخطايا التي يقترفها، والواقع شاهد.

وقد نبّه الشاطبي على هذه العلاقة فقال: في اتباع رخص المذاهب من المفاسد: الانسلاخ من الدين بترك اتباع الدليل إلى اتباع الخلاف، والاستهانة بالدين إذ يصير سيالاً لا ينضبط. [الشاطبي، الموافقات،

لقد كثر الخداع علينا باسم الدين، وفي كل يوم شبهة تطل برأسها، وإني أَعِدُ من هذا المنبر، أن نكسرها وإياكم، حتى نحطم أغلالها وآصارها، وقَدَر هذه الخطبة أن تكون عن الخداع باسم الخلاف.

 

تقابل أحدهم، وقد زمجر صوت الغناء في سيارته، راقصًا مع هذه الألحانِ، ألحانِ الخطيئة، منتشيًا غاويًا في سكرتها، ثم ترشده بطريق حسن، لكي يغلق صوت الشيطان ومزمار النكران، ثم بدل أن يقول لك: جزاك الله خيرًا على نصحك وإرشادك، يفاجئك بقوله: وماذا في الغناء، أليس قد ورد فيه خلاف؟!

 

وهم عبدوا الخلاف وما أرادوا *** وحاشا الدين من عبث الخلاف

 

في كل يوم تفاجئنا الموضات النسائية والأزياء العالمية بلبوس عبوس، وأكسية عارية، صواحبها مائلات مميلات، تزف لنا الأسواق العالمية ألبسةً وعباءاتٍ، كل شيء تجده بها إلا الستر والعفاف.

 

ونساء هذه الأمة يُقَدْن طيِّعاتٍ إلى هاوية الأكسية، أفي كل يوم موضة؟! أفي كل يوم عادةٌ لباسية يموت بها الحياء!! ثم لن تعجب بعد ذلك وأنت ترى هذه الشهواتِ اللباسية، قد سبقتها شبهاتٌ فكرية.

 

تقول لإحدى النساء: استري جمالك، ستره الله بستره، وتسرد عليها: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ)، (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)، و(يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ)، (وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ

وغيرها من النصوص الحاثة على الستر والعفاف، ثم تفاجئك بقولها: وماذا في ذاك ؟! تغطية الوجه مسألة خلافية.

 

وهم عبدوا الخلاف وما أرادوا *** وحاشا الدين من عبث الخلاف

 

أوَدين الله يؤخذ بالتشهي والتحلي والتمني والتسلي؟!

أخبروني هل قال الله لنا في كتابه: فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الخلاف أم قال: (فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً).

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى